الإثنين 9 ذو القعدة 1444

أخبار مصحف قطر


وزيرا الثقافة والأوقاف يفتتحان معرض الفنان عبيدة
 22-08-2010

اضغط على الصورة لعرضها بالحجم الطبيعي

الخط العربي يحمل إرثا حضاريا ودينيا ويقوم بنشر القيم العربية والإسلامية
محمد فوراتي:
افتتح كل من سعادة الدكتور حمد بن عبد العزيز الكواري وزير الثقافة والفنون والتراث وسعادة الدكتور غيث بن مبارك الكواري وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية معرض "من روائع ما قال العرب" الذي أقيم في مركز واقف للفنون في سوق واقف، وذلك ضمن فعاليات الدوحة عاصمة الثقافة العربية 2010 وبمناسبة شهر رمضان المبارك ضمن البرنامج المشترك (رمضان في الدوحة). وحضر حفل الافتتاح السيد محمد الغامدي مدير مركز قطر الثقافي الإسلامي "فنار" وعدد من المسؤولين في الوزارتين والمهتمين بفن الخط العربي.
ويحتوي المعرض على مجموعة من اللوحات المتنوعة من حيث الأشكال والخطوط والتي تحفل بروائع ما قال العرب في الأخلاق والقيم والحكمة والشعر. وأكد الخطاط عبيدة البنكي أن الهدف من المعرض هو نشر القيم الإنسانية والإسلامية، وإعلاء القيم المشتركة بين المسلمين وأبناء الحضارات المختلفة، ونشر جماليات الخط العربي، وهو ما يتناسب مع قيمة شهر رمضان المبارك.
وقد أكد الدكتور حمد بن عبد العزيز الكواري في تصريح للشرق أهمية هذا المعرض الفنية والروحية في هذا الشهر الكريم، وثمن التعاون المثمر بين وزارة الثقافة ووزارة الأوقاف. وقال: كنت أسأل دائما ما هو سرّ نجاح قطر في الفعاليات المختلفة التي ننظمها؟ والسرّ هو أننا في قطر نعمل كفريق واحد. ومن هذا المنطلق حين بدأت فعاليات الدوحة عاصمة الثقافة العربية لم ننظر لها كمسؤولية وزارة الثقافة فقط وإنما كمسؤولية الجميع، وكانت العديد من الفعاليات تقام بشكل مشترك.
وأضاف وزير الثقافة: أنا سعيد بأن هذه أول فعالية مشتركة تجمعني بأخي الدكتور غيث الكواري، وبهذا المستوى الرفيع. وهي معروضات قيّمة تتناسب مع هذا الشهر المبارك شهر القرآن، وكانت اللجنة المشتركة بين الوزارتين موفقة في اختيار هذه الفعالية.
وأكد وزير الثقافة أن الخط العربي يعكس حضارتنا، كما أصبحت له قيمة فنية وجمالية عالمية، وأصبح فنا مميزا عبر العالم. كما أن الخط العربي بما يحمله من ارث حضاري وديني يقوم بنشر القيم العربية والاسلامية. وما احتواه المعرض من بعض ما قالت العرب يعكس هذه القيم. والعرب قالت الكثير وكله مستوحى من الاسلام العظيم الذي جاء ليتمم مكارم الأخلاق. وأضاف: هذا المعرض أعتبره من الانجازات الكبيرة التي تحققت في احتفالية الدوحة وخلال هذا الشهر الكريم ولكن المسيرة متواصلة ضمن فعاليات أخرى خلال هذا الشهر.
وأشاد الوزير بعمل الفنان عبيدة البنكي وقال: اننا نقف طويلا عند تلك الصدفة التي جعلت اطلاق مصحف قطر (الذي كتبه الفنان) في بداية انطلاق احتفالية الدوحة عاصمة الثقافة العربية والتي كانت برعاية سمو أمير البلاد المفدى وسمو ولي العهد. كما قال: الآن لم نعد نفكر كثيرا في الدوحة 2010 فقد حققنا الكثير في هذه السنة وإنما نفكر في ما بعد 2010 حيث نريد للدوحة أن تكون عاصمة دائمة للثقافة كما يريدها حضرة صاحب السموّ.
من جهته أكد الفنان عبيدة البنكي أن هذا المعرض هو ثمرة التعاون بين وزارة الثقافة ووزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية وفي إطار احتفالية الدوحة عاصمة الثقافة العربية. وقال ان المعرض يضم لوحات تبرز أجمل ما قالت العرب من مقولات تبرز مكارم الأخلاق، وهي لوحات جاءت في أشكال متنوعة وخطوط متعددة. وأضاف أن بعض اللوحات أخذت منه أشهرا لإنجازها وخاصة في خط الثلث.
وحول احد الأعمال التي حملت أبياتا للشاعر أبي القاسم الشابي قال: هذه تسمى المرقّع وقد اخترت الحجم الأكبر في هذا النوع لإنجاز هذا العمل الذي يحمل 40 بيتا لأبي القاسم الشابي. ويتكون العمل من 10 لوحات كل لوحة بها أربعة أبيات، ويمكن القول انها لوحة متحفية تعتبر تحديا كبيرا في هذا المجال وأردتها أن تكون مثالا على قيمة الخط العربي والشعر العربي المليء بالعبر والحكم كما في أبيات أبي القاسم الشابي.
وأكد البنكي أن الغاية من هذا المعرض هي ابراز المعنى بخط جميل، وابراز مكارم الأخلاق وبالنسبة لجمالية اللوحة فهي متناسقة الخط الذي يفرض على كل لوحة نوعا معينا من الشكل والجمالية.
وتتميز هذه اللوحات بقيمة فنية أخرى، حيث انها تمتلك القدرة على الديمومة والبقاء أطول وذلك أن الخطاط اعتمد على ورق مصنوع يدويا وحبر خاص صنعه بنفسه. وفي هذا الإطار يقول: الورق الصناعي والحبر العادي لا يعمر طويلا ولكن الورق اليدوي والحبر الخاص له صفة الديمومة وهناك لوحات مازالت حية منذ قرون خلت بسبب هذه الطريقة ولذلك فأنا اعتمد على نفسي في تحضير الورق والحبر.
يذكر أن الفنان عبيدة البنكي هو من قام بكتابة مصحف قطر، بعدما فاز بالمركز الأول في المسابقة الدولية لكتابته عام 2006. وقد قام بكتابة المصحف الشريف مرتين لإتمامه على أحسن وجه، ثم أشرف على طباعته بنفسه في تركيا. وهو من مواليد دير الزور بسوريا سنة 1964، وخريج كلية الهندسة الزراعية في جامعة حلب. كما انه مجاز من الأستاذ الكبير في الخط حسن جلبي وذلك سنة 1999.
كما حصل على العديد من الجوائز منها الجائزة الذهبية في مهرجان طهران الدولي للخط العربي عام 2003، والجائزة الثانية بخط النسخ في مسابقة ياقوت المستعصمي الدولية باستنبول عام 1989. كما فاز بثلاث جوائز تقديرية في مسابقة ابن البواب الدولية في استنبول عام 1994 بخطوط النسخ والتعليق الجلي والعادي بالإضافة الى جوائز أخرى عديدة ومشاركة في لجان تحكيم المسابقات الدولية في الخط في الدوحة وتركيا والكويت وسوريا والسعودية والأردن. كما شارك في عديد المعارض في دمشق وطهران ودبي والكويت.