شارك نخبةٌ من أبرز الباحثين والعلماء في العالم الإسلامي الفرحة بمشروع "مصحف قطر" على نحوٍ آخر، حيث قدّم كلّ واحدة منهم بحثاً أكاديمياً موثّقاً حول رسالة القرآن الكريم، ثم جُمعت تلك البحوث جميعاً في كتابٍ متميّز حمل عنوان: "رسالة القرآن".
هذا الكتاب، والذي أصدرته إدارة البحوث والدراسات الإسلامية في وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بقطر، ذو أهميّة بالغة؛ لصدوره في الوقت الذي تمّ الإعلان فيه رسميّاً عن اختيار الدوحة كعاصمة للثقافة العربية لذات العام، فضلاً عن القيمة الحضارية والثقافية والفكريّة لمادة الكتاب الذي بلغ 624 صفحة.
والباحثون هم سبعة عشر داعيةً ومثقّفاً من مختلف البلدان والأقطار، وينتمون إلى مدارس فكريّة متنوّعة، شاركوا جميعاً في بيان "رسالة القرآن"، وأسماؤهم كالآتي: الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة "إيسيسكو"، والشيخ الدكتور ناصر بن سليمان العمر أستاذ الشريعة سابقاً والمشرف على موقع المسلم، والأستاذ الدكتور يوسف الخليفة أبو بكر مستشار معهد اللغة العربية ورئيس وحدة كتابة اللغات بالحرف العربي في جامعة أفريقيا العالمية، والدكتور ثقيل بن ساير الشمري نائب رئيس محكمة التمييز في قطر، والأستاذ الدكتور السيد الجليند أستاذ الفلسفة الإسلامية في جامعة القاهرة، والدكتور أحمد علي الإمام رئيس مجمع الفقه الإسلامي في السودان، والدكتور نور الدين مختار الخادمي مدير مدرسة الدكتوراة في جامعة الزيتونة التونسية، والدكتور عمر بن عبد الله بن محمد المقبل الأستاذ في جامعة القصيم السعودية، والأستاذ الدكتور أحمد حسن فرحات أستاذ التفسير وعلوم القرآن في عدد من الجامعات الإسلامية، والدكتورة نورة سعدانة الأستاذة بكلية العلوم الإسلامية بالجزائر، والأستاذ أمين نعمان الصلاحي مستشار إدارة التربية والتعليم في اليمن، والدكتور صالح قادر الزنكي رئيس قسم الفقه والأصول في كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة قطر، والدكتور محمد مجذوب محمد صالح الأستاذ بجامعة النيلين، والدكتور عبد الرحمن بودرع الأستاذ بجامعة عبد المالك السعدي المغربية، والدكتور محمد عثمان شبير الأستاذ بكلية الشريعة القطرية، والدكتور عبد الكريم حامدي الأستاذ بالجامعة الجزائريّة.
وإن المرتكزات الذي قام عليها هذا الكتاب هو الحديث عن منهج النقل العلمي، حيث نُقل القرآن مكتوباً فهو كتاب، ومقروءاً فهو قرآن كتابة ومشافهة، وبيان أن القرآن هو أقدم وثيقة تاريخية وردت بالتواتر بطريق علمي يفيد اليقين، وبهذا المعنى يُعتبر مصدراً معرفيّاً للأديان والحضارات السابقة.
ويؤكد الشيخ عمر عبيد حسنة مدير إدارة البحوث والدراسات أن التنوع والمدافعة من سنن الله، وهي السبيل إلى التكامل والتنمية، ويقول: "يبقى القرآن الكريم مصدراً للعطاء المتجدد الخالد الذي يُشكّل دليل الحياة والتعامل معها على مختلف الأصعدة".
وتجدر الإشارة إلى أن وزارة الأوقاف أصدرت كذلك كتيّب: "مصحف قطر.. من الفكرة إلى الحقيقة" وهو يهدف إلى شرح مراحل إنجاز المشروع حتى نضجت واكتملت واستوى على سوقه.