الإثنين 9 ذو القعدة 1444

مرحلة الطباعة


مصحف قطر: رحلة الطباعة (3)
 11-03-2008

اضغط على الصورة لعرضها بالحجم الطبيعي

لجنةٌ في القاهرة، وأخرى في الدوحة، وفريق عمل في تركيا، وجهودٌ ومباحثات، ونقاش وتبادل وجهات نظر، واجتماعات ولقاءات، وأسفار ورحلات، وعملٌ دؤوب بلا كللٍ أو ملل، إنه جيشٌ كامل من الجنود المجهولين يعملون على تحقيق الحلم الكبير الذي يتمنّاه كل من يعيش على أرض قطر.

وبعد صدور القرار الوزاري سنة 2008م بتشكيل لجنة شرعيّة لمراجعة وتدقيق "مصحف قطر" بفترة، توجّه كلٌّ من الشيخ سلامة كامل جمعة قناوي، والشيخ حسن عيسى المعصراوي  بصفتهما أعضاءً في اللجنة المختصّة بمراجعة المصحف إلى تركيا؛ وذلك ليلتقيا ببقيّة أعضاء اللجنة، ويقوما بالأعمال المنوطة بهما في بيئة العمل المباشرة.

وفي اجتماع أعضاء اللجنة الذي جرى في تركيا تقرّرت إعادة النظر مرّة أخرى بالملاحظات السابقة، لتنتقل القرارات والتوصيات إلى إجراءات عمليّة تم تنفيذها بالصورة المرسومة والمحدّدة، وكانت كالآتي:
1- تنفيذ التعديلات على الحاسوب
2- المطابقة بعد التعديلات
3- مراجعة البروفات واعتمادها في الطباعة
4- متابعة ومراجعة الملازم بعد طباعتها
5- تجهيز هويّة المصحف والغلاف الخارجي
6- مراجعة التعريف بالمصحف الشريف
7- إضافة وقوف جديدة في مواضع يسيرة.

وكان سير العمل يسير بطريقة سلسة في مراحله العديدة، وبدأ العمل بتجهيز الصفحات، والذي استمرّ مدة أربعة أسابيع، ثم التصحيح الأول والذي دام مدة أسبوعين، تلاه إعداد بروفات الطباعة، واستغرق ذلك ثلاثة أسابيع، ثم البروفات الخاصة بالقراءة خلال سبعة أسابيع كاملة.

ثم بدأت عمليّة الطباعة واستمرّت ستة أشهر تقريباً، لتأتي بعدها المرحلة الأهم وهي مرحلة تجليد المصاحف والتي استمرّت مدة ثلاثة أشهر.

ويشير السيد محمد بورا مدير مطبعة "ماس" إلى أن جميع هذه العمليات باستثناء الجزء المتعلق ببروفات القراءة أجريت بطريقة متداخلة بحيث تتم إحداها داخل الأخرى، الأمر الذي مكنهم من الحصول على نسخة كاملة من القرآن الكريم في حين ما زالت عملية الطباعة جارية.

ومن الواضح أن الإمكانات التكنولوجيّة قد كان لها دورٌ كبير في هذه المرحلة، لا سيما أجهزة القارئات الضوئية والمصممة خصيصاً للتحقق من التسلسل وضمان الدقة والمتابعة، كذلك استخدام النظام الضوئي الخاص بقياس الكثافة البصرية والحفاظ على استقرار الألوان، واستخدام ألواح طباعة خاصة لضمان نظام دقيق للتطابق اللوني، فضلاً عن شراء أفضل أنواع مواد التغليف لتجليد المصاحف وفق أعلى المعايير الدولية، ليظهر مصحف قطر في أبهى حلّة، وذلك ما حصل!.