من المعلوم أن لرسم المصحف العثماني قواعد خاصّة متّبعة فيها، تظهر فيها المفارقة لطريقة الرسم الإملائي المعتاد في الكتابة، ويمكن تلخيصها فيما يأتي:
قاعدة الحذف: وذلك كحذف الألف في "يأيها" ، و الياء في "تعلمنِ" ، والواو في "فأوا".
قاعدة الزيادة: وذلك كزيادة الألف في "تفتؤا" ، و الياء في "بأييد" ، والواو في "أولو".
قاعدة الهمز : وذلك كأن تكتب حال سكونها بحرف حركة ما قبلها "ائذن ، اؤتمن".
قاعدة البدل : وذلك ككتابة الألف واواً للتفخيم في "الصلوة" ، وكتابة النون ألفاً في نون التوكيد المخففة "لنسفعاً" ، وهاء التأنيث تاء مفتوحة في نحو "رحمت".
قاعدة الوصل والفصل : وذلك كوصل"أن" بِ "لا" ، و "عن" ، و"كل" بِ "ما".
قاعدة ما فيه قراءتان : فإنه يكتب برسم إحداهما ، نحو "يخدعون، غيبت".
مزايا الرسم العثماني و فوائده:-
يتحقّق بالطريقة الخاصّة للرسم العثماني عدد من الفوائد، ونجملها فيما يأتي:
أولاً: الدلالة على القراءات المتنوعة في الكلمة الواحدة ما أمكن، ومثاله قوله تعالى: {إن هذان لساحران} ( طه : 63 ) رسمت بدون نقط أو إعراب ، فدلت على ذلك.
ثانياً: إفادة المعاني المختلفة بطريقة ظاهرة ، وذلك كقطع "أم" في قوله تعالى:{أم من يكون عليهم وكيلاً} (النساء: 109)، ووصلها في آية: {أمّن يمشي} (تبارك: 22)، وذلك ليفيد معنى الانقطاع في الأولى دون الثانية.
ثالثا: الدلالة على بعض المعاني الخفيّة، كزيادة الياء في قوله تعالى :{بأييد} (محمد:47)، لبيان عظمة قوة الله تعالى.
رابعاً: الدلالة على أصل الحركة مثل قوله تعالى: {سأوريكم} (الأعراف:145) ، أو أصل الحرف مثل: {الصلوة} (العنكبوت:45).
خامساً: إفادة بعض اللغات الفصيحة ، كقوله تعالى: {يوميأتِ} (هود:105) بحذف الياء على لغة هذيل.
سادساً: حمل الناس على تلقي القرآن من صدور الثقات ، ولا يتّكلوا على الرسم، وفي ذلك مزيتان: التوثق من اللفظ والأداء، حيث لا يتيقن من الرسم أياً كان شكله، واتصال السند برسول الله -صلى الله عليه و سلم- .
العلماء الذين أفردوا لهذا العلم بالتأليف:
اعتنى بعض أهل العلم بما يتعلّق بالرسم العثماني وأولوه عنايتهم الخاصّة، وأفردوا في المؤلّفات، ومن بين تلك المؤلّفات:
كتاب: "المقنع"، للإمام أبو عمرو الداني.
كتاب: "عنوان الدليل في رسوم خط التنزيل"، للعلامة أبو عباس المراكشي.
كتاب "اللؤلؤ المنظوم في ذكر جملة من المرسوم"، وهو أرجوزة مشهورة للعلامة محمد بن أحمد الشهير بالمتولي.
كتاب "مرشد الحيران إلى معرفة ما يجب اتباعه في رسم القرآن"، للعلامة محمد خلف الحسيني.