في اليوم 3/8/2000م وُجّهت الدعوة إلى واحدٍ وعشرين خطّاطاً مرموقاً من العالمين العربي والإسلامي، تمّ ترشيحهم من قِبَل مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية "إرسيكا "، وكلَ ما كان في ظنّ الهيئة المشرفة على المسابقة أن تأتيهم مشاركاتٌ محدودة في هذا الصدد، لكن المفاجأة الكبرى كانت في عدد الأعمال الكبير الذي وصل إلى لجنة التحكيم، ويبدو أن أخبار هذه المسابقة قد تناقلتها الألسن ليصل إلى أسماع الكثير من الخطاطين بمختلف خبراتهم وقدراتهم.
وهكذا لم تتسلّم وزارة الأوقاف والشؤون الإسلاميّة إحدى وعشرين عملاً كما كان مخطّطاً له منذ البداية، ولكن وصلت الأعداد إلى مائة وعشرين عملاً، ما يعني أن عدد المشاركين الفعليين للمسابقة كان مائة وعشرين خطّاطاً، وتمّ اتخاذ قرار بعدم استبعاد أية أعمال تصل إلى اللجنة؛ لأن ذلك يحقق الهدف المرجو من المسابقة وهو "اختيار أجمل خط" والذي قد يكون من نصيب من لم توجّه إليه الدعوة.
وكما هو الحال في أية مسابقة، كان هناك أعمالٌ بلغت درجةً عاليةً من الاحترافيّة والإتقان، وكان منها أعمالٌ دون ذلك، وبعد النظر إلى تلك الأعمال تم استبعاد تلك التي لا ترقى للمستوى المطلوب، ليتبقّى منها خمسةً وثلاثين عملاً فقط، وكانت الجائزة لمن فازوا في هذه المرحلة حوالي 500 دولار.
عندئذِ قرّرت اللجنة أن تعتبر تلك الأعمال الباقية مقبولةً مبدئيّاً على أن يتمّ إجراء المفاضلة بينها.
وتمّت إعادة النظر في الأعمال المقدّمة إلى اللجنة مرّتين، ليترشّح في المرة الأولى حوالي أربعة عشر عملاً، ثم يتبقّى من التصفية النهائيّة سبعة أعمالٍ متميّزة وعلى درجةٍ كبيرة من البراعة، ومتقاربة في المستوى.
هذا، وقد عقدت لجنة التحكيم أولى اجتماعاتها بتاريخ 22/5/2000م في مدينة الدوحة، ثم كان الاجتماع الثاني بتاريخ 18-21/10/2002م والواقع في مدينة استانبول، في مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية "إرسيكا " بافتتاح معالي الوزير السيد أحمد بن عبد الله المري وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، وبمشاركة السيد د.خليفة بن جاسم الكواري مدير إدارة الشؤون الإسلاميّة والمشرف العام على مشروع المصحف، تلتها ثلاثة اجتماعاتٍ أخرى للنظر في مستوى المشاركين وترشيح الأعمال الفائزة من خلال المراحل الثلاث التي مرّت بها المسابقة.
فبعد المائة والعشرين عملاً فاز خمسةٌ وثلاثون عملاً في المرحلة الأولى، وفي المرحلة الثانية تبقّى أمام اللجنة أربعة عشر عملاً جرت المفاضلة بينها، ليتبقّى للمرحلة الثالثة سبعة أعمالٍ مقدّمة من سبعة خطّاطين مختلفين، ثم تمّ استبعاد السابع منهم لعدم قيامه بإرسال أعماله في الموعد المحدّد من قبل اللجنة.